من هو وارن بافيت ؟

تجذب قصص النجاح العظيمة الانتباه دائمًا، ووارن بافيت يمثل نموذجًا للحكمة والصبر في عالم المال والأعمال. بدأ طفلاً صغيرًا يستكشف عالم الاستثمار مبكرًا، واستطاع تحويل شغفه إلى مسيرة استثنائية مليئة بالنجاح. أصبح أحد أشهر المستثمرين في التاريخ وأغنى رجال العالم، وبنى إمبراطوريته المالية خطوة بخطوة بعقلية دقيقة واستراتيجية واضحة. في هذا المقال نستعرض حياته منذ الطفولة حتى القمة، نكشف استراتيجياته الاستثمارية، أبرز استثماراته، أقواله الملهمة وكتبه التي ألهمت الملايين.

 من هو وارن بافيت؟

وارن بافيت من هو? سؤال يتردد كثيرًا بين المهتمين بعالم المال والاستثمار، وإجابته تكشف عن مسيرة استثنائية مليئة بالذكاء والصبر. وُلد وارن بافيت في 30 أغسطس 1930 في مدينة أوماها بولاية نبراسكا الأمريكية، ونشأ في أسرة متواضعة شجّعته على حب الأعمال والمال منذ صغره. أظهر اهتمامًا مبكرًا بالاستثمار، وبدأ رحلة التعلم العملي من خلال شراء الأسهم الصغيرة وملاحظة حركة السوق عن قرب، مما شكّل قاعدة تفكيره المالي المستقبلي.

تلقى Warren Buffett تعليمه الأكاديمي في جامعة كولومبيا، حيث تأثر كثيرًا بأفكار بنجامين غراهام، صاحب كتاب المستثمر الذكي، الذي غيّر مفهومه للاستثمار وجعله يركز على تحليل الشركات وقيمتها الحقيقية بدل التوقعات قصيرة الأجل. أصبح لاحقًا من أشهر المستثمرين في التاريخ وأحد أغنى رجال العالم، وبنى سمعة قوية تعتمد على الحصافة والانضباط المالي، لتصبح مسيرته مصدر إلهام للمستثمرين حول العالم.

 وارن بافيت يبيع أسهمه: متى ولماذا؟

يبيع وارن بافيت  الأسهم عادة عندما يحدث واحد أو أكثر من الأمرين،  الأول عندما يرى أن الشركة التي يمتلكها تغيّرت جذريًا أساسيًا _من حيث نموذج أعمالها أو قدرتها التنافسية أو الربحية_أي أن فكرة الاستثمار التي اشترى على أساسها لم تعد قائمة، أما الأمرالثاني هو عندما يرى أن هناك فرصة أفضل بكثير تستحق أن يُخصص رأس المال لها، فيُفرّق من استثمار قائم ليموّجه إلى آخر. 
في السنوات الأخيرة، بدا أن بافيت، عبر شركته بيركشاير هاثاوي، قرّر بيع أسهم بشكل صريح على مدى عدة أرباع متتالية، ما يعكس توقيته الخاص للبيع وليس مجرد تغيير عرضي؛ فلماذا يبيع وارن بافيت؟ من أهم الأسباب التي تقف خلف قرار بافيت بالبيع:

  • ارتفاع التقييمات بشكل مفرط: يرى بافيت أن الأسواق في مراحل معينة تكون مُبالغاً فيها، وبالتالي فإن استمرار الاحتفاظ بأسهم تقييمها "مرتفع" جداً يقلل من هامش الأمان. وقد أشارت مقالات تحليلية إلى أن بافيت يتعامل مع الوضع ببساطة: "الأسهم مرتفعة؟ لن نشتري بعد الآن، وربما نبيع".. 
  • التحول في أساسيات الشركة: إذا بدأت شركة لطالما اعتبرها بافيت استثماراً طويل الأمد تفقد ميزاتها التنافسية أو تظهر مؤشرات ضعف أو تغيير في الإدارة أو النمو، فإن البيع يصبح خياراً عقلانياً. 
  • توجيه رأس المال لفرصة أفضل أو للحفاظ على السيولة: بافيت لا يبيع لمجرد الربح القصير أو الضغوط السوقية، بل لسبب استثماري حقيقي؛ وأحيانًا لجمع سيولة (نقد) ليتمكن من اقتناص صفقة أكبر مستقبلاً أو ما يسميه "بارود للإطلاق". مثال على ذلك رؤية بافيت لشراء سندات خزانة قصيرة الأمد بدلاً من زيادة الحيازات في الأسهم لأنه يرى أن فرص الأسهم أقل جاذبية حالياً. 

كيف يفكر وارن بافيت في الاستثمار؟

من المهم أن نتعرف على عقلية وارن بافيت قبل الغوص في تفاصيل استثماراته، لأن فهم طريقة تفكيره يوضّح لماذا اختار استثماراته بهذه الدقة وكيف حافظ على ثروته وزادها.

 فلسفة وارن بافيت ونظرته للسوق

يتعامل بافيت مع السوق بنظرة هادئة وصبورة. يرى أن المستثمر الحكيم يبتعد عن القرارات العاطفية والمضاربات قصيرة الأجل، ويقول في هذا الصدد: "اشترِ شيئًا ستكون سعيدًا تمامًا بالاحتفاظ به حتى لو أُغلق السوق لعشر سنوات"، كما يؤكد: "السعر هو ما تدفعه، والقيمة هي ما تحصل عليه" وهو جوهر استراتيجية الاستثمار في القيمة، حيث يركز على شراء شركات قوية بأسعار مناسبة والاحتفاظ بها لفترة طويلة 

 محفظة وارن بافيت وأبرز الشركات التي يستثمر بها

يتسم بافيت بتركيز استثماراته في عدد محدود من الشركات التي يرى فيها ميزة تنافسية قوية،اختار بافيت هذه الشركات لأنها تتمتع بخنادق اقتصادية "Moats" قوية، تدفق نقدي ثابت، وإدارة موثوقة، مما يسمح له بالاحتفاظ بها لسنوات طويلة دون قلق حتى في أوقات تقلب السو من أبرزها:

  • آبل Apple Inc: تشكّل حوالي 22 % من محفظة بيركشاير هاثاوي حسب بيانات 2025
  • أمريكان إكسبريس American Express Company – AXP: احتفظ بها لسنوات طويلة بسبب نموذج أعمالها المستقر والمربح.
  • كوكا كولا The Coca‑Cola Company – KO: استثمار كلاسيكي منذ عام 1988، يعتبره بافيت مناسبًا للاحتفاظ الطويل الأمد.

قصة حياة وارن بافيت من الطفولة حتى القمة 

بدأت حكاية وارن بافيت من طفولة بسيطة شكلت نظرته للمال والعمل منذ وقت مبكر. وما يأتي بعد ذلك يكشف كيف نمت تلك البدايات لتصبح أساس صعوده إلى قمة عالم الاستثمار.

 بداياته وأول تجربة استثمارية 

وُلد وارن بافيت في أوماها عام 1930 داخل بيئة يغلب عليها الانشغال بالعمل والانضباط. أظهر الطفل منذ أعوامه الأولى نزوعًا فطريًا نحو فهم حركة المال؛ راح يتأمل سلوك الناس في الشراء والبيع ويختزن التفاصيل كما لو كان يرسم خريطة اقتصادية مبكرة. بدأ يبيع منتجات بسيطة لجيرانه، ثم نهض فجرًا كل يوم كي يوزّع الصحف، وفي سن الحادية عشرة جمع ما يكفي ليشتري أول سهم في حياته. تركت التجربة بصمة ثابتة في ذهنه: السوق يجازي من يتأنّى، والربح الحقيقي يولد من صبر طويل.

كبر وارن بافيت ومعه نضجت رؤيته للعالم المالي. لم يتعامل مع السهم بوصفه رقمًا صعودًا وهبوطًا، بل بوصفه كيانًا يحمل فكرة وقيمة وقدرة على الاستمرار. تراكمت تلك التجارب الصغيرة في طفولته لتشكل قاعدة تفكير قادته لاحقًا إلى قرارات بمليارات الدولارات. كانت كل خطوة مبكرة حجرًا في بناء عقل استثماري يوازن بين الفكرة والواقع، وبين الوقت والعائد، ويمنح القيمة موقعها قبل السعر.

 الطريق إلى بناء الإمبراطورية

اشترى وارن بافيت حصّة كبيرة في شركة نسيج اسمها Berkshire Hathaway في منتصف الستينيات، وبدأ يوجهها بخطوات عملية نحو كيان استثماري أوسع. استثمر أولاً في شركات التأمين، فاستغل العائد النقدي الـ float الذي يولّده قطاع التأمين ليموّله بشراء شركات أخرى ذات تدفقات نقدية قوية؛ وهكذا تحولت أرباح أعمالٍ متواضعة إلى رأس مال عملي للصفقات الأكبر.

حوّل بافيت شركة نسيج إلى مظلّة استثمارية عبر سلسلة استحواذات ذكية: استحواذ على شركات تأمين مثل National Indemnity، ثم على شركات تشغيلية صغيرة مستقرة مثل See’s Candies، ولاحقًا على استثمارات كبیرة مثل حصة BNSF وعمليات في الطاقة والخدمات. ارتكزت استراتيجيته على اختيار أعمال تمتلك «خندقًا اقتصاديًا» وتدفقًا نقديًا ثابتًا، ومنحها حرية إدارة مستقلة داخل هيكل بيركشاير. بهذا البناء العملي تشكّلت قاعدة ثروة وارن بافيت؛ لم تنشأ من رهانات سوقية عابرة بل من تراكم استثمارات مدروسة أعاد كل ربح فيها استثماره في فرصة جديدة.

 كيف بنى وارن بافيت ثروته؟

حين يشتد الحديث عن عالم الاستثمار طويل الأمد، يتقدم اسم وارن بافيت إلى الواجهة كمرجع حيّ لطريقة مختلفة في فهم الأموال. ومن هنا يبدأ السؤال الأهم: كيف بنى وارن بافيت ثروته؟

 استثمارات وارن بافيت الأولى

بدأت استثمارات وارن بافيت منذ سنوات مبكرة حين لاحظ أن قوة الشركات تتحدد بقدرتها على تحقيق الربح عبر الزمن. اشترى أول أسهمه وهو في سن الحادية عشرة، وجمع أرباحًا بسيطة قادته لاحقًا إلى البحث عن شركات حقيقية تمتلك أساسًا تشغيليًا متينًا. اتجه إلى شركات تملك هوية واضحة وتدفقات نقدية ثابتة مثل Sanborn Map Company و See’s Candies، ودرس دفاترها المالية بدقة قبل اتخاذ قراره. عمل على تنويع محفظته بطريقة تركز على النوعية لا العدد، فاختياراته جاءت من قراءة داخلية للشركة أكثر من استجابة لصوت السوق. تشكلت من هذه القرارات النواة الأولى لـ ثروة وارن بافيت قبل توسعها الهائل تحت مظلة Berkshire Hathaway.

 استراتيجية وارن بافيت في الاستثمار 

قامت استراتيجية وارن بافيت على ما يعرف بـ الاستثمار في القيمة Value Investing، حيث يجري التركيز على الشركات التي تمتلك أساسًا تنافسيًا مستدامًا. كان يفضّل شراء الشركات القوية عندما تنخفض أسعارها عن قيمتها الحقيقية، ثم يمنح الزمن الفرصة لزيادة قيمة الاستثمار. اعتمد على دراسة متعمقة للمركز المالي والإدارة وجودة المنتج، ثم احتفظ بالأسهم لفترات طويلة دون الحاجة إلى تغيير مستمر. ارتكز تفكيره على أن الربح يتراكم مع مرور السنوات، وأن الشركة الجيدة تقدر على حماية نفسها من المنافسة من خلال سمعة أو شبكة توزيع أو منتج صامد. بهذا النهج تكوّنت الثروة خطوة بعد خطوة، اعتمادًا على الصبر والبحث الطويل.

كتب وارن بافيت التي غيرت طريقة التفكير في المال 

تلهم الكتب عادةً الباحثين عن طريق أو فكرة، لكن الكتب التي تُكتب عن عقل استثماري فريد تُصبح أشبه بمفاتيح لفهم العالم المالي من الداخل. وهنا تبرز كتب وارن بافيت بوصفها دليلًا عمليًا لمن يريد أن يرى كيف يفكر أحد أعمق العقول في تاريخ المال.

1- كرة الثلج: وارن بافيت وقصة أعمال الحياة The Snowball: Warren Buffett and the Business of Life

 هذاالكتاب من تأليف ألِيس شرودر Alice Schroeder يقدم هذا الكتاب سيرة عميقة تكشف ملامح وارن بافيت الإنسانية والفكرية والعملية. اعتمدت المؤلفة على لقاءات مطوّلة مع بافيت نفسه ومع أفراد عائلته وشركائه وأصدقائه منذ طفولته وحتى قيادته Berkshire Hathaway. 

يركّز الكتاب على كيفية تشكل نظرته البعيدة المدى للمال، وكيف لعب الوقت والصبر دورًا أساسيًا في نمو ثروته. ويعرض لحظاته الفاصلة، والأشخاص الذين أثّروا في طريقه، والمساحة الشخصية التي حافظ عليها رغم عالمي المال والأعمال.

2-مقالات وارن بافيت: دروس للشركات الأمريكية The Essays of Warren Buffett: Lessons for Corporate America

كتاب من إعداد لورنس كانينغهام  Lawrence A. Cunningham يجمع هذا الكتاب رسائل بافيت السنوية الموجهة لمساهمي Berkshire Hathaway، والتي تُعد المصدر الأصدق لفلسفته العملية. يقدّم المحرر هذه الرسائل بشكل منسق موضوعيًا، مما يسهل فهم مبادئ إدارة الشركات، وتخصيص رأس المال، والعلاقة بين المستثمرين والإدارة.

 يتناول الكتاب أهمية اتخاذ القرار الهادئ، والتعامل مع السوق على أنه شريك وليس مسرحًا للمضاربة، وكيف يقيس بافيت القيمة الحقيقية للأعمال بعيدًا عن تقلبات الأسعار اليومية.

3- قواعد وارن بافيت الاستثمارية Warren Buffett’s Ground Rules

 كتاب من تأليف جيريمي سي. ميلر  Jeremy C. Miller  يستعرض الكتاب مرحلة مهمة من حياة بافيت قبل Berkshire Hathaway، عندما أدار شراكات استثمارية خاصة. 

يعرض المؤلف القواعد العملية التي اتبعها بافيت في تلك الفترة، مثل كيفية اختيار الشركات بناءً على أساس مالي واضح، وكيفية إدارة توقعات المستثمرين، وأهمية التركيز على فهم الأعمال بدلاً من ملاحقة صيحات السوق. يضع الكتاب القارئ في تجربة بافيت الأولى، حيث تشكلت ملامح أسلوبه الهادئ القائم على الانضباط والتحليل.

4- وارن بافيت: صناعة رأسمالي أمريكي Buffett: The Making of an American Capitalist

 كتاب للمؤلفة روجر لوينستين  Roger Lowenstein يقدّم الكتاب قراءة تحليلية لمسار بافيت في بناء إمبراطوريته الاستثمارية، ويربط بين شخصيته الفريدة ونهجه المالي. يتتبع المؤلف مراحل تطور Berkshire Hathaway، ويشرح كيف استوعب بافيت دروس السوق مبكرًا، ثم طوّر فلسفة تستند إلى التقييم الحقيقي للأعمال

يدور جوهر الكتاب على أن الثروة لا تأتي من حركة سريعة، بل من قرارات مستقرة تتقدم عبر سنوات طويلة. يوضح أيضًا دوره في تغيير مفهوم المستثمر التقليدي إلى نموذج يفكر في الشركات لا في الأسهم.

 أقوال وارن بافيت التي تلهم الملايين 

تُشكّل اقتباسات وارن بافيت بصائر قصيرة لكنها قوية، تلهم ملايين المستثمرين حول العالم وتمنحهم مفاتيح جديدة لفهم المال والحياة والاستثمار. وإذا قررت أن تخصّ هذا المستثمر بقراءة عميقة، فها هي بعض من أشهر مقولاته التي تُضيء طريق العقل الطويل الأمد.

إذا لم تجد طريقة لـ كسب المال أثناء نومك، فستعمل حتى تموت.

 يؤكد بافيت بهذا القول أن الفرق الحقيقي بين من يحقق حرية مالية ومن يظل مقيداً بوظيفته هو القدرة على جعل المال يعمل لمصلحة صاحبه، لا أن يظل الإنسان يعمل مقابل المال. وهو ما يُوجه المستثمر للاهتمام بخلق مصادر دخل تستمر حتى في أوقات عدم النشاط.

السعر هو ما تدفعه، والقيمة هي ما تحصل عليه

يذكرنا هذا القول بأن تقييم الاستثمار لا ينبغي أن يركن إلى سعر السوق فحسب، بل إلى قيمة العمل أو الشركة الكامنة خلف السهم أو الأصل. وهو ما يمنح فلسفة الاستثمار لديه طابعًا عمقيًا مبنيًا على الفهم لا على الضجيج.

كلما تعلّمت أكثر، كلما كسبت أكثر 

يشدّد بافيت بهذا القول على أن رأس المال البشري والمعرفة يُعدّان من أهم الأصول التي يمكن للفرد أن يمتلكها. فالمستثمر الذي يطوّر فهمه، يسعّد فرصه في تحقيق عوائد أعلى.

إن لم تكن مستعدًا للاحتفاظ بالسهم عشر سنوات، فلا تفكّر حتى في الاحتفاظ به عشر دقائق

 يجسّد هذا القول مبدأ الصبر الاستثماري الطويل الأمد لدى بافيت، حيث يرى أن المضاربات السريعة لا تناسب نهجه، بل عليه أن يحتفظ بالشركة القوية ويتعامل معها كاقتناء طويل الأجل.

 أعمال وارن بافيت الخيرية وتأثيره الإنساني 

قدّم وارن بافيت جزءًا كبيرًا من ثروته للعمل الخيري عبر مسار طويل بدأه بقرار واعٍ يرى فيه أن المال يفقد قيمته إن لم يترك أثرًا في حياة الآخرين. وجّه استثماراته الخيرية نحو الصحة والتعليم والتنمية المجتمعية، وأعلن التزامه بالتبرع بمعظم ثروته خلال حياته وبعد رحيله. أسهم هذا التوجه في ترسيخ صورته كأحد أبرز الوجوه المؤثرة في عالم العطاء الحديث، حيث أصبح عمله نموذجًا لدور الثروة في تعزيز التنمية الإنسانية لا في تراكم الأرقام.

ركّز بافيت عطاياه على مؤسسات ذات قدرة تنفيذية واسعة، أبرزها مؤسسة بيل وميليندا غيتس، إضافة إلى مؤسسات أسسها أفراد عائلته لتنفيذ مشروعات محلية في ولايات ومدن تحتاج دعمًا مباشرًا. نقل أسهماً من شركته Berkshire Hathaway إلى تلك المؤسسات بدلاً من التبرع النقدي المباشر، فاستطاعت المنظمات إدارة هذه الأصول واستثمارها لضمان أثر ممتد عبر الزمن. دعم هذا النهج برامج مكافحة الأمراض المعدية، وتمويل الأبحاث الطبية، وتوسيع فرص التعليم، وتطوير المشاريع المجتمعية التي تمنح الأفراد أدوات تغيير حقيقية.

أثّر بافيت في ثقافة العطاء العالمية عندما شارك في تأسيس مبادرة تُشجّع أصحاب الثروات الكبيرة على تقديم أغلب أموالهم للأعمال الإنسانية. ساعد هذا الإعلان في خلق حركة عالمية جديدة ترى في الثروة مسؤولية عامة لا ملكية فردية فقط. انتقل أثره إلى الخطاب العام حول معنى النجاح، فأصبح المقياس لا يعتمد على مقدار ما يُملَك، بل على مقدار ما يُمنَح وما يتركه الإنسان من أثر يستمر بعده.

الكاتب
admin review
روان دربولي
خبيرة في مجال الفوركس وتقييم شركات التداول مع خبرة طويلة في كتابة المحتوى الاقتصادي. أشرف حاليًا على فريق عمل في موقع FXTips، حيث أقود فريقًا من الخبراء لتقديم أفضل النصائح والتقييمات للمتداولين.

اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ

وُلد وارن بافيت في عائلة كانت تنتمي إلى الطائفة البروتستانتية، إلا أنه لا يُعرف عنه التزام ديني متشدد أو ممارسة شعائرية منتظمة. يميل بافيت إلى التركيز على المبادئ الأخلاقية العامة والعمل والمسؤولية، أكثر من تركيزه على الانتماء الديني أو الخطاب العقائدي

تضم استثمارات وارن بافيت مجموعة من الشركات القوية ذات الأرباح المستقرة، أبرزها شركة آبل Apple، وشركة كوكاكولا Coca-Cola، وشركة أمريكان إكسبريس American Express، إضافة إلى شركات التأمين والسكك الحديدية والطاقة التابعة لـ Berkshire Hathaway. يعتمد بافيت على اختيار شركات تمتلك سمعة قوية وقدرة طويلة على تحقيق الأرباح.

يبدأ تطبيق نصائحه بفهم الشركة قبل شراء سهمها، ودراسة قيمتها الحقيقية بدلًا من ملاحقة تحركات السوق اللحظية. ينصح بافيت بتبنّي رؤية طويلة الأمد، والاحتفاظ بالاستثمار الجيد لسنوات، والموازنة بين المخاطرة والعائد، وتجنّب اتخاذ القرارات العاطفية التي تُربك الحكم السليم.

شارك بتعليق

محتويات المقال
 من هو وارن بافيت؟
 وارن بافيت يبيع أسهمه: متى ولماذا؟
كيف يفكر وارن بافيت في الاستثمار؟
 فلسفة وارن بافيت ونظرته للسوق
 محفظة وارن بافيت وأبرز الشركات التي يستثمر بها
قصة حياة وارن بافيت من الطفولة حتى القمة 
 بداياته وأول تجربة استثمارية 
 الطريق إلى بناء الإمبراطورية
 كيف بنى وارن بافيت ثروته؟
 استثمارات وارن بافيت الأولى
 استراتيجية وارن بافيت في الاستثمار 
كتب وارن بافيت التي غيرت طريقة التفكير في المال 
1- كرة الثلج: وارن بافيت وقصة أعمال الحياة The Snowball: Warren Buffett and the Business of Life
2-مقالات وارن بافيت: دروس للشركات الأمريكية The Essays of Warren Buffett: Lessons for Corporate America
3- قواعد وارن بافيت الاستثمارية Warren Buffett’s Ground Rules
4- وارن بافيت: صناعة رأسمالي أمريكي Buffett: The Making of an American Capitalist
 أقوال وارن بافيت التي تلهم الملايين 
إذا لم تجد طريقة لـ كسب المال أثناء نومك، فستعمل حتى تموت.
السعر هو ما تدفعه، والقيمة هي ما تحصل عليه
كلما تعلّمت أكثر، كلما كسبت أكثر 
إن لم تكن مستعدًا للاحتفاظ بالسهم عشر سنوات، فلا تفكّر حتى في الاحتفاظ به عشر دقائق
 أعمال وارن بافيت الخيرية وتأثيره الإنساني 
الكاتب
أسئلة مكررة
تعليقات

اختيار الخبراء لأفضل شركة تداول

لوجو اكسنس
  • حجم تداول شهري يقوق 4.5 تريليون دولار.

فتح حساب تقييم الشركة ثقة. أمان. احتراف