تقييم شركة حالا Halan

في هذا المقال، نهدف إلى تقديم تقييم شامل وموضوعي لخدمات شركة Halan، بعيدًا عن الدعاية أو التحيز، لنكشف الحقيقة وراء هذا التطبيق المالي الناشئ في مصر. سنستعرض أهم خدماته المالية، مثل التقسيط والادخار والاستثمار، مع توضيح الرسوم والمزايا والعيوب،  لمساعدتك في معرفة أنه هل يستحق تطبيق حالا التجربة؟ هل هو فرصة حقيقية أم مجرد وعود براقة لا أكثر؟

تُعد شركة "حالا" واحدة من شركات التكنولوجيا المالية الناشئة في مصر، وقد تأسست عام 2017 بهدف تقديم حلول مالية رقمية للفئات غير المشمولة مصرفيًا. تسعى  شركة Halan _وفق ما تُعلن_ إلى تسهيل الوصول إلى خدمات التمويل والاستهلاك والمدفوعات من خلال تطبيق إلكتروني يجمع بين عدد من الخدمات في مكان واحد.

تزعم  شركة Halan أنها تعمل على سد الفجوة المالية في المجتمع المصري، حيث يُقدّر أن نحو 70% من السكان لا يمتلكون حسابات بنكية. وتُؤكد الشركة أنها تركّز على دعم الأفراد والمشروعات الصغيرة عبر أدوات مرنة تشمل التحويش والتقسيط والتحويلات، والتسوّق  وتوفير خدمات استثمارية في مقدمتها الاستثمار في الذهب.

تأسّست "حالا" على يد رجل الأعمال منير نخلة، إلى جانب أحمد محسن. لم تذكر شركة حالا أية تفاصيل بما يتعلق بالأمور التنظيمية والقانونية.

ذكر شركة  حالا Halan عبر موقعها الرسمي مجموعة من الخدمات المالية التي تقول إنها تهدف من خلالها إلى تسهيل إدارة الأموال وتمكين الأفراد ماليًا.  و سنقوم  بذكر هذه الخدمات مع شرح كاف ومفصل

• قسّط مع حالا
• اعمل فلوس
• حوّل فلوس
• كارت حالا
• العب واكسب
• حالا شوب

تقدم شركة "حالا" خدمة تقسيط مرنة تهدف إلى تلبية احتياجات الأفراد وأصحاب المشاريع الصغيرة، حيث يتراوح تمويل المشاريع بين 5,000 جنيه و15 مليون جنيه، مع فترة سداد تمتد من 6 إلى 36 شهرًا. تُتيح الخدمة تقديم طلب التمويل عبر التطبيق بشكل إلكتروني، مع وعود بالموافقة الفورية واستلام التمويل خلال دقائق.

تشمل برامج التمويل الشخصي مبالغ تصل حتى 500,000 جنيه، لتغطية نفقات مثل التعليم، الصحة، أو تجديد المنزل. وتُعرض هذه الخدمة بدون مقدم أو رسوم إدارية، مع إمكانية اختيار خطط سداد من 6 إلى 36 شهرًا. رغم ما تطرحه "حالا" من مزايا، يبقى من المهم تقييم مدى ملاءمة الشروط وفعالية التنفيذ بالنسبة لكل مستخدم.

في خدمة "اعمل فلوس"، تُقدِّم شركة حالا لمستخدميها تجربة استثمار رقمي تبدو مبسطة وجذابة، من خلال تطبيق واحد لا يشترط وجود خبرات مالية مسبقة أو رأس مال كبير. من بين أبرز ما يُعرض خيار "حالا تحويش"، حيث يُفتح حساب توفير بدون حد أدنى للإيداع، ويوعد المستخدم بعائد يومي يصل إلى 20% سنويًا، مع سحب حر ومجاني في أي وقت. 

أما الاستثمار في الذهب، فيُطرح كخيار بديل لمن يفضّل الأصول الملموسة، إذ يمكن الشراء حسب سعر السوق والدفع بالتقسيط حتى 12 شهرًا، مع حق استلام الذهب أو بيعه بعد إتمام الأقساط. وتُعرض الخدمة وكأنها تحل محل الوسطاء التقليديين، مما قد يُبسّط العملية أمام المستخدم، لكنه في المقابل يُلقي بظلال من الغموض حول ضمانات التسليم وجودة الذهب وآليات التسعير. 

 تعرض شركة حال في هذه الخدمة ا محفظة إلكترونية تسهّل على المستخدمين تحويل الأموال وسداد الفواتير من خلال تطبيق واحد، مستفيدة من البساطة وسهولة الاستخدام. يتم التحويل باستخدام رقم الهاتف فقط، مع فرض رسوم تبلغ جنيهًا واحدًا عند التحويل إلى محفظة حالا، وتصل إلى عشرة جنيهات عند التحويل إلى محافظ إلكترونية أخرى. كذلك، يمكن إتمام عمليات السحب والإيداع من خلال ماكينات الصراف أو تطبيق إنستاباي أو فروع تساهيل، وهو ما يمنح المستخدم مرونةً في التعامل، وإن لم يخلُ من الاعتماد على الطرق التقليدية.

كما يمكن عبر "حالا كاش" دفع فواتير الكهرباء و المياه و الغاز و الإنترنت، أو شحن الرصيد، دون مغادرة المنزل، وهي خطوة ترفع عن المستخدم عبء التنقل والانتظار، لكن لا تُذكر التفاصيل المتعلقة بالزمن الفعلي لتنفيذ هذه العمليات أو ما إذا كانت هناك رسوم أخرى.

كارت حالا يأتي كحل مالي شامل يُغري بتعدد استخداماته، فهو يجمع بين خصائص البطاقات المسبقة الدفع والائتمانية، ويوفّر حدًا ائتمانيًا يصل إلى 500,000 جنيه، مع فترة سماح تصل إلى 45 يومًا دون فوائد، ويمكن استخدامه في كل ما يخطر ببالك من معاملات: من تسديد مصروفات المدارس والمعاملات الحكومية، إلى شراء هاتف جديد أو التسوق عبر الإنترنت. من الناحية النظرية، يبدو الكارت وكأنه مفاتيح الراحة المالية في جيبك.

لكن، رغم هذه الواجهة المتألقة، لا يخلو كارت حالا من ملامح قد تُثير التوقف. فربط الكارت كليًّا بالتطبيق – من التقديم وحتى التحكم الكامل – يفترض مسبقًا معرفة تقنية وسلاسة رقمية قد لا تتوفّر لكل الشرائح. كذلك، فإن الوصول إلى الكارت يتطلّب زيارة أحد الفروع، وهو ما قد يُعدّ خطوة تقليدية لا تنسجم تمامًا مع وعود "السهولة الرقمية". 

تدمج خدمة "العب واكسب" في تطبيق حالا بين التسلية والربح، وتقدّم للمستخدم ألعابًا يومية كـ"تريفيا" و"عجلة الحظ"، تُشجّعه على اختبار معلوماته أو الاعتماد على حظه. تُعرض جوائز تصل إلى 500 جنيه يوميًا، مع وعود بجوائز نقدية أكبر قد تبلغ 10,000 جنيه، مما يُثير الحماسة ويُحفّز التفاعل المستمر. 

يراهن التطبيق على حضور المستخدم اليومي، ويُكافئه بعروض كاش باك وهدايا رقمية ومادية. توظّف حالا الألعاب كأداة جذب، وتُروّج لها كوسيلة للربح السريع، بينما تُبقي احتمالات الفوز الحقيقية مرهونة بالحظ أكثر من المهارة. يستهلك المستخدم وقته في محاولات متكررة، وقد يظن أن الربح قريب، لكن واقع التجربة يُظهِر أن الفوز الكبير لا يأتي بسهولة، وإن كانت الواجهة تُوحي بالعكس.

تتيح خدمة "حالا شوب" للمستخدم أن يشتري احتياجاته اليومية بأسعار توصف بأنها من الأقل في السوق، وتقدّم له عروضًا على الأجهزة الإلكترونية والموبايلات والأدوات المنزلية، مع خيارات تقسيط تمتد حتى 36 شهرًا. تُقدَّم الخدمة كحل متكامل يُغني عن عناء الذهاب إلى المتاجر، ويُروَّج لها بأنها وسيلة لتوفير المال، رغم أنّ قيمة الأقساط، حين تُحسب على المدى الطويل، قد تفوق السعر النقدي الإجمالي للمنتج.

يعتمد حالا شوب على مفهوم الشراء المريح من المنزل، ويضيف ميزة "حالا جملة" التي تُوفّر منتجات البقالة بأسعار أقل، مع توصيل خلال24 ساعة. تستقطب الخدمة المستخدم بالعروض الأسبوعية والخصومات اللحظية، بينما تُغريه حدود التقسيط التي قد تصل إلى 500000 جنيه. 

تُتيح شركة "حالا" عمليات الإيداع والسحب عبر وسائل مثل ماكينات الصراف الآلي، تطبيق إنستاباي، أو زيارة فروع "تساهيل" و"حالا"، ما يوفر تنوعًا ظاهريًا في الخيارات، لكنه يظل مرهونًا بوسائل تقليدية تُعيد المستخدم إلى طوابير الانتظار والنقود الورقية التي وعد التطبيق بتجاوزها. ورغم الطابع الرقمي الذي تدعيه الشركة، تفتقر تجربة السحب والإيداع إلى الشفافية الكاملة في توضيح الرسوم أو مواعيد التنفيذ، مما يجعل "المرونة" الموعودة أحيانًا حبيسة الإعلانات لا الواقع.

يُظهر تطبيق "حالا" حرصًا واضحًا على تسهيل المعاملات المالية اليومية، لكنه لا يخلو من رسوم متفرقة قد تُحمِّل المستخدم عبئًا غير ظاهر منذ البداية. من أبرز هذه التكاليف ما يُفرض عند دفع الأقساط، حيث يُطلب من المستخدم سداد رسوم ثابتة قدرها 10 جنيهات مع كل دفعة، وهو مبلغ قد يبدو ضئيلًا بشكل فردي، لكنه يتضاعف مع الوقت، خاصة في حالات التقسيط الطويل أو الأقساط المتعددة شهريًا. تُضاف هذه الرسوم إلى إجمالي التكلفة، دون أن تترافق دائمًا مع توضيح مباشر أو شفاف ضمن التطبيق، ما يُضعف مبدأ الوضوح المالي الذي يُفترض أن تتبناه أي منصة رقمية.

من ناحية أخرى، تُفرض قيود صارمة على حدود الاستخدام: فالمحفظة لا تسمح بتجاوز رصيد قدره 75,000 جنيه، ولا يُمكن تحويل أكثر من 30,000 جنيه يوميًا أو 100,000 جنيه شهريًا. هذا يجعل الخدمة ملائمة للاستخدامات الفردية أو الأسرية البسيطة، لكنها تُقيد المستخدمين الذين يعتمدون على تحويلات دورية كبيرة، كأصحاب الأعمال أو العاملين بالقطعة.  

لا يمكن القول إن تطبيق حالا "نصب" بشكل مؤكد ومحسوم، فهو يقدم خدمات مالية حقيقية كالتقسيط والتحويل والاستثمار، وله وجود في السوق منذ سنوات. لكن الغريب أنه لا يذكر أي تفاصيل واضحة عن الترخيص أو الجهة التي تراقبه، وهذا أمر مقلق في تطبيق يدير أموال الناس.

كما أن بعض وعوده تبدو مبالغ فيها، مثل العائد اليومي المرتفع أو الجوائز اليومية، مع وجود رسوم لم تكن بالحسبان مثل 10 جنيهات على كل قسط. ورغم شعاره الرقمي، كثير من خدماته تعتمد على وسائل تقليدية. لذلك، يُنصح بالحذر وعدم الاندفاع قبل التعامل مع هذا التطبيق.

للتواصل مع شركة حالا بخصوص خدماتها المختلفة، يمكن الاعتماد على الطرق التالية:

• الاتصال بخدمة العملاء عبر الرقم 16303
• التواصل عبر البريد الإلكتروني: Info@halan.com
• الدردشة الحية