روان دربولي
غيّر الذكاء الاصطناعي قواعد التداول، واقتحم الأسواق بقوة لا يمكن تجاهلها إذ بات بإمكان المتداول تحليل البيانات واتخاذ القرارات في وقت قياسي وبدقة تفوق التوقعات. في هذا المقال من مرشد التداول نكشف كيف يعمل تداول الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن توظيفه بفعالية في إدارة المحفظة وتحقيق أداء أعلى. كما نتناول أدواته المختلفة وفوائده وتحدياته خاصة في سياق السوق السعودي يشهد تحوّلات تقنية واقتصادية مهمة.
ما هو تداول الذكاء الاصطناعي AI Trading؟ ببساطة، هو تطور نوعي في أساليب التداول المالي يعتمد على أنظمة برمجية متقدمة تستخدم تقنيات مثل التعلم الآلي والشبكات العصبية لتحليل البيانات واتخاذ قرارات التداول بشكل فوري ودقيق. إذ لم يعد المتداول هو من يراقب الأسواق ويحلل الرسوم البيانية، بل أصبحت الخوارزميات الذكية هي التي تتولى هذه المهمة، قادرة على معالجة كميات ضخمة من المعلومات بسرعة تفوق قدرة الإنسان.
يختلف تداول الذكاء الاصطناعي عن التداول التقليدي بشكل جوهري، فالتداول التقليدي يعتمد على الخبرة البشرية والتقييم اليدوي للاتجاهات السوقية، بينما تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على تحليل عميق وكمّي للبيانات باستخدام نماذج رياضية معقدة.
منذ بداية الألفية الجديدة، شهد هذا النوع من التداول تطورًا متسارعًا، مع اعتماد المؤسسات المالية الكبرى عليه تدريجيًا ليصبح أحد الأعمدة الأساسية في استراتيجيات التداول الخاصة بها ووفقًا لأحدث الإحصائيات قُدّر حجم سوق منصات التداول المدعومة بالذكاء الاصطناعي بنحو 11.23 مليار دولار أمريكي في عام 2024، وسط توقعات بأن يواصل النمو بمعدل سنوي مركب يبلغ حوالي 20% بين عامي 2025 و2030.
يعتمد التداول بالذكاء الاصطناعي على أنظمة ذكية تستخدم خوارزميات متقدمة تستطيع التعلم من البيانات وتحسين أدائها باستمرار. وتعتمد هذه الأنظمة على تقنيات مثل التعلم الآلي Machine Learning والتعلم العميق Deep Learning لتحليل كميات ضخمة من البيانات المالية في وقت قصير. وتشمل هذه البيانات أسعار الأصول و الأخبار الاقتصادية و تقارير السوق بل وحتى ما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
تعمل هذه الأنظمة على تنفيذ الصفقات بشكل تلقائي بناءً على ما تتوصل إليه من نتائج تحليلية؛ فهي تتخذ القرار في جزء من الثانية، دون أن تتأثر بالتوتر أو العوامل النفسية التي قد تؤثر على المتداول البشري. وهذا يمنحها قدرة أكبر على التعامل مع تقلبات السوق واتخاذ قرارات أكثر استقرارًا. من الأمثلة على المنصات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في التداول نذكر لكم:
هل أنت مستعد لترتقي بمحفظتك الاستثمارية إلى مستوى جديد من الذكاء والدقة؟ اليوم الذكاء الاصطناعي أصبح شريكك الحقيقي في عالم المال، يحلل كميات هائلة من البيانات بسرعة خارقة ليُساعدك على تخصيص أصولك وإعادة توازن محفظتك بطريقة ذكية ومُحسّنة. كل هذا بهدف واحد وهو تحقيق أفضل عائد ممكن مع تقليل المخاطر. هيا بنا نكتشف كيف يمكن لهذه التقنية أن تغير قواعد اللعبة لصالحك.
يعمل الذكاء الاصطناعي على تصفية الأسهم بناءً على معايير متعددة تشمل بيانات أساسية مثل نسب المحاسبة ورأس المال السوقي، وبيانات فنية مثل حجم التداول والمتوسطات المتحركة، من بين مئات نقاط البيانات الأخرى. وهذا ما يسمح باكتشاف الفرص الاستثمارية بدقة تفوق الطرق التقليدية التي تعتمد على الخبرة الفردية، وإنه من المفيد للمتداولين المبتدئين البدء بتجربة أدوات فحص الأسهم المجانية مثل ZACKS، التي توفر بيانات وتحليلات دقيقة تساعدك على اختيار الأسهم بطريقة أكثر ذكاءً واحترافية.
تقدم المحافظ الآلية Robo-Advisors مثل Wealthfront وBetterment تداول مؤتمتة تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تبني محفظة استثمارية وفقًا لأهداف المتداول ومستوى المخاطرة الذي يتحمله. تبدأ العملية باستبيان يحدد احتياجات المتداول، ثم تختار هذه الأنظمة مزيجًا متوازنًا من الأصول، كما تقوم بإعادة التوازن التلقائي للمحفظة لتظل متوافقة مع الأهداف المحددة وهذا ما الوقت والجهد مع ضمان المحافظة على الاستراتيجية الاستثمارية.
ستخدم الذكاء الاصطناعي أنظمة قادرة على تنفيذ الصفقات وإدارتها بدقة عالية بناءً على معايير محددة مسبقًا. يمكن لهذه الأنظمة شراء الأسهم عند تحقق شروط معينة، وضبط نقاط الخروج باستخدام أوامر وقف الخسارة وجني الأرباح استنادًا إلى بيانات السوق اللحظية. الأهم أن الذكاء الاصطناعي يزيل التأثيرات العاطفية التي قد تضر بالقرارات الاستثمارية، مما يساعد المتداول على الالتزام بالخطة والحد من القرارات المتهورة في أوقات التقلب.
تتيح لك السوق السعودية اليوم فرصًا متعددة للتداول في قطاع الذكاء الاصطناعي، سواء بشكل مباشر عبر شراء أسهم شركات التكنولوجيا المتخصصة، أو من خلال منصات التداول العالمية الموثوقة والمرخصة. تتيح لك شركات الوساطة المرخصة في السعودية الوصول إلى أسواق عالمية مثل ناسداك ونيويورك حيث تتوفر العديد من أسهم شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة.
إذا كنت تفضل استثمارًا أكثر تنوعًا وبطريقة أبسط، يمكنك اختيار صناديق الاستثمار المتداولة ETFs التي تركز على قطاع الذكاء الاصطناعي. تجمع هذه الصناديق بين عدة شركات تعمل في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يساعد في تقليل المخاطر مقارنة بالاستثمار في سهم واحد فقط. وتتوفر هذه الصناديق عبر منصات التداول العالمية، ما يتيح لك الوصول إليها بسهولة. وإليك أفضل منصات تداول عالمية تدعم التداول الآلي موضحة في الجدول أدناه.
تتزايد شعبية روبوتات التداول بالذكاء الاصطناعي بين المستثمرين والمتداولين لما توفره من مزايا في سرعة التنفيذ وتحليل البيانات، لكنها تأتي أيضًا مع تحديات ومخاطر يجب الانتباه إليها.لفهم هذه الجوانب بشكل أفضل، نقدم لك جدولًا يوضح أبرز الفوائد والمخاطر المرتبطة باستخدام هذه الروبوتات في التداول.
| فوائد روبوتات التداول بالذكاء الاصطناعي | مخاطر روبوتات التداول بالذكاء الاصطناعي |
| تنفيذ الصفقات بسرعة عالية | الاعتماد الزائد قد يسبب خسائر |
| تحليل بيانات ضخمة بدقة | صعوبة التعامل مع مفاجآت السوق |
| التخلص من التأثيرات العاطفية | مشاكل تقنية قد توقف التداول |
| العمل على مدار الساعة | يحتاج مراقبة وتحديث مستمر |
| تحسين إدارة المخاطر | الاستراتيجيات قد لا تناسب الجميع |
حجم تداول شهري يقوق 4.5 تريليون دولار.
